أمراض القلوب أنواعها وعلاجها الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
هل تعلم كم من الوقت نقضيه في العناية بمظهرنا من لبس ومنزل وسيارة وغيرها ؟
وكم ندفع من الأموال الكثيرة لعلاج أمراضنا الجسمية والمحافظة على صحتنا وعافيتنا ؟
بل هل فكرنا قليلاً فيما نتخذه من احتياطات وتناول للأدوية حتى لا نصاب بأي مرض حقيقي أو وهمي ؟
بعد ذلك نسأل أنفسنا
ألا نعم أن هناك أمراضاً معنوية تعتري القلوب هي أشد خطراً في حياة الإنسان من تلك الأمراض الحسية ؟ وأنها تقتل صاحبها رويداً رويداً من حيث لا يشعر ، بحيث يتحول هذا القلب إلى قلب أسود ، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، والعياذ بالله ! .
وإذا كنا عرفنا ذلك ، فهل اتخذنا من الوسائل المشروعة ، والاحتياطات اللازمة ما يقينا شر الـوقع في هذه الأمراض ؟ لأجل هذا وذاك كتبنا هذه الأسطر ، تذكرة لأنفسنا أولاً ، ولكل من نحب له الخير ، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يعننا على تزكية انفسنا ، وإصلاح قلوبنا .. آمين يارب العالمين .
أولاً : لماذا الحديث عن أمراض القلوب ؟
يكتسب الحديث عن أمراض القلوب أهمية خاصة ، وذلك لعدة أمور :
1- أن الله – سبحانه وتعالى – أمر بتطهير القلوب وتنقيتها وتزكيتها، بل جعل من غايات الرسالة المحمدية : تزكية الناس ، وقدمها على تعليمهم الكتاب والحكمة لأهميتها (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) {الجمعة:2} .
2- لكثرة انتشار أمراض القلوب بين الناس في هذا الزمان . إلا ما شاء الله . من غل وحسد ، وكراهية وسوء ظن ، وكبر واحتقار واستهزاء وسخرية، وما نتجت عنه من حدوث الخصومات في الحقوق والأموال بحق أو بباطل ، وهجر بعضهم البعض وقطيعته ، والتكالب على الدنيا وشهواتها وجعلها هي أكبر همَّ أحدهم ، ومبلغ علمه .
3- لظهور آثار مرض القلوب في حياة المسلمين من : ثقل الصلاة على القلـب ، وإذا دخل فيها لا يخشع ، وضعف الخشية من الله في السر ، وقحط العينين من البكاء خوفاً من عقابه أو رجاء لرحمته ، وهجر القرآن الكريم ، وإن قرأه لا يلين له قلبه ولا يقشعر منه جلده ، وضعف فرح القلب بالحسنة ، أو الحزن على السيئة .
4- أن القلب في حياة الإنسان هو الموجه والمخطط ، والأعضاء والجوارح تنفذ ، فإذا طهر القلب من أمراضه وأدواته ، وشكوكه وشبهاته ، أطاع الإنسان ربه وعبده حق العبادة ، وتحسنت أخلاقه، واستقامت أحواله ، وسعد في نفسه وأسعد غيره ، يقول أبو هريرة رضي الله عنه : القلب ملك ، والأعضاء جنوده ، فإذا طاب الملك طابت جنوده ، وإذا خبث القلب خبثت جنوده .
5- أن مناط قبول الأعمال عند الله وعظم أجرها ، ليس بكثرة المال ولا بما يكتنفه من مشقة أو تعب ، وإنما بحقيقة ما يقوم في القلب لله من الإخلاص له ، والتجرد من الأغراض النفسية والدنيوية ، وكلما كان القلب أكثر طهارة وتزكية وإخلاصاً ، علت منزلته عند ربه ، وارتفعت درجته في الجنة (يوم لا ينفع مال ولا بنون (88) إلا من أتي الله بقلب سليم) {الشعراء : 88 ، 89} ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) .
ثانياً : علامات صحة القلب
أخي المسلم .. أختي المسلمة …
وإذا أردت أن تعرف هل قلبك صحيح من الأسقام والأمراض ، وأنه يؤدي دوره الذي من أجله خلق ، فتعال وانظر إلى هذه العلامات التي ذكرها الطبيب الاستشاري ، والمربي الكبير ، طبيب القلب ابن القيم – رحمه الله – عندما شخص هذه العلامات بكل دقة وحذق ، ليعرض كل منا قلبه عليها ، فإن كانت موجودة فليحمد الله ، وإن كان غير ذلك ، فليسارع إلى علاجه قبل استفحال دائه ، وعندها لا ينفع طبيب ولا علاج … وإليك هذه العلامات :
1- أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوب إلى الله وينيب .
2- أنه لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من عبادته .
3- أنه إذا فاته ورده (نصيبه اليومي من الذكر والطاعات) وجد لفواته ألماً أشد من فوات ماله (ورحم لاله ابن القيم ، إذ ما عساه يقول فيمن ليس له ورد مطلقاً ، بل عساه يقول فيمن إذا فاتته الصلاة المفروضة لا يجد في قلبه ألماً أو حسرة ؟) .
4- أنه يجد لذة في العبادة أكثر من لذة الطعام والشراب (فهل يجد أحدنا لذة في العبادة ، أو يجد اللذة إذا خرج منها ؟) .
5- أنه إذا دخل في الصلاة ذهب غمه وهمه في الدنيا (ونحن لا تجتمع الأمور والأعمال علينا إلا في الصلاة ، فأين لذة الصلاة عند هؤلاء؟ وأين الصلاة التي كان الرسول e يقول فيها : (أرحنا بالصلاة يا بلال) ، ويقول : (وجعلت قرة عيني في الصلاة) . أم أن لسان حال بعض المصلين اليوم أصبح يقول : أرحنا من الصلاة يا إمام) .
6- أن يكون همه لله وفي ذات الله ، وهذا مقام رفيع .
7- أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً أشد من شح البخيل بماله.
8- أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثر من أهتمامه بالعمل ذاته.
ثالثاً : من أمراض القلوب
هناك عدة أمراض تصيب القلب ، نذكر بعضها حتى نكون على حذر منها قبل وقوعنا فيها ، أو نبدأ في علاجها إذا كنا قد وقعنا في شيء منها .. فمن هذه الأمراض :
1- النفاق : وهو من أخطر هذه الأمراض ، وأشدها فتكاً بالإنسان وأفظعها في الآخرة .
ولا يتصور أحد أن النفاق قد انتهى بنهاية عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، ونهاية شخصياته البارزة كعبد الله بن أبي بن سلول وغيره . بل إن النفاق الآن لا يقل خطورة عنه في الماضي .
والنفاق يبدأ بارتكاب أعماله القولية وغيرها ، كمثل الصفات الذي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام : (إذا حدث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف) ، فإذا تمادى الإنسان فيها ولم يتب منها وتعلق قلبه بالشهوات والشبهات ، فإن ذلك قد يجره إلى النفاق الإعتقادي نعوذ بالله منه .
ولهذا كان السلف الصالح من أشد الناس خوفاً من النفاق ، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – ومن هو عمر صحبه وعملاً وإخلاصاً؟ – يناشد حذيفة رضي الله عنه : هل عدني رسول الله عليه الصلاة والسلام من المنافقين ؟ فقال : لا ، ولا أزكي أحداً بعك ..
2- الرياء : وهذا كذلك مرض خطير جداً ، ولذلك لخفائه ، ولأثره العظيم في إفساد العمل ، وقلة من يسلم منه ، وقد جاء في الحديث ، يقول الله تعالى : (أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيره تركته وشركه) .
ومن مظاهره أن تجد الإنسان يصلي ويحسن صلاته إذا رأي الناس ، وإذا لم يراهم تكاسل عنها أو أداها بسرعة ، وقد يتصدق لأجل أن يقال فلان تصدق، أو يصوم أو يطلب العلم أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أو غير ذلك من الأعمال التي ظاهرها حسن ولكن باطنها مشوب بالرياء قليلاً كان او كثيراً، مما يدل على مرض القلب .
3- الحسد والغيرة : ومن منا ينجو منها : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – (الحسد مرض من أمراض النفس ن وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس) ولذلك يقول الله عز وجل : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً) {النساء : 54} ، وفي الحديث المتفق عليه : (لا تباغضوا ولا تحاسدوا) ، ومع الأسف الشـديد تجد بعض الناس يحسد غيره ، على ما آتاه الله من مال ، أو صحة ، أو منصب ، أو ولد ، أو أي نعمة أخرى ، وهذا فيه من الخطورة ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام عندما حذر منه فقال : (إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
4- الكبر والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين والاستهزاء بهم : قال الله تعالى : (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) (الأعراف:146) وقال تعالى : (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم أن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله أنه هو السميع البصير) {غافر : 56} وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) {الحجرات : 11} .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) وقد كثر في هذا الزمان احتقار الآخرين ، والتعالي والتكبر عليهم ، بسب ما أنعم الله عليه من كثرة ما أو وظيفة عالية ، أو نسب ، أو غير ذلك من حطام الدنيا وزخرفها الزائل .
5- الهوى ومحبة غير الله : وهذا المرض آفة من الآفات الشديدة ، والسم الزعاف لهذا القلب ، فإن الإنسان عندما تكون محبته وموالاته ومعاداته لغير الله وفي سبيل دنياه ، وأهوائه وأطماعه الشخصية ، فهذا لا شك موصل صاحبه إلى الهلاك والبوار ، قال تعالى : (أفرأيت من أتخذ إله هواه وأضله الله على علم) {الجاثية : 23} ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) ، ولهذا – أخي المسلم – هل تستطيع أن تسأل نفسك هذا السؤال : هل كل علاقاتي وصداقاتي ، وأخذي وعطائي ومحبتي وكرهي ، لله أم لغيره؟ الجواب : أبحث عنه من خلال مراجعتك لحياتك الخاصة والعامة ، وأقوالك وأفعالك .
6- قسوة القلب : وهو مرض قلما ينفك أحد منه في هذا العصر الذي كثرت فيه أساب هذا المرض بالذات ، من كثرة الكلام بغير ذكر الله عز وجل، وأكل المال الحرام بجميع أنواعه ، والغيبة والنميمة ، وسماع الأغاني ، ومشاهدة الأفلام الخليعة ، وكثرة الضحك والأكل والنوم وغيرها قال تعالى : (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) . {الحديد : 16} .
ولأجل خطورة هذا المرض وما يترتب عليه من آثار سيئة على صاحبه في الدنيا والآخرة توعد الله أصحابه بالعذاب الشديد بقوله : (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم نم ذكر الله أولئك في ضلال مبين) {الزمر: 22}.
رابعاً: علاج هذه الأمراض
ولعلكم بعد هذه المقدمات التي تبين خطورة هذه الأمراض تتساءلون في أنفسكم : ما الطرق والوسائل الناجمة للشفاء منها ،
والجواب : إنه يمكن – بإذن الله تعالى – في الأخذ بمثل هذه الوسائل :
1- الاعتراف بالمرض : ومع أن هذا العلاج نظري فقط ، إلا أننا جعلناه أول خطوة في طريق العلاج لأهميته ، إذ كيف يبحث عن الدواء أو أن يقبل به. حتى ولو عرضت عليه طرقة السهلة وأبوابه المتيسرة – من لا يعترف بأنه مريض القلب ، أو لم يشعر بآثاره الخطيرة عليه في الدنيا والآخرة ؟
2- تعلم العلم الشرعي : فالعلم بالكتاب والسنة وما يتبعهما من قراءة واطلاع في كتب أهل العلم والتربية الموثوقين من السلف والخف تبصر الإنسان بمثل هذه الأمراض ، ومن ثم تدله على طرق العلاج الصحيحة .
3- المحاسبة والتوبة والمراقبة : ما من مسلم إلا ويلم بأية معصية صغرت أو كبرت ، ولكن العاقل لا يصر عليها ، وإنما يسارع إلى التوبة من أي ذنب وقع فيه وخاصة ذنوب القلوب ، وهذه المسارة لا تأتي إلا لكل من حاسب نفسه وراجع أقواله وأعماله وعرضها على الكتاب والسنة ، فما وافقهما حمد الله عليه ، وما خالفهما تاب منه ، كما أن هذه التوبة الطارئة لا تكفي في استقامة حال المسلم ، بل لا بد من المتابعة والمراقبة المستمرة حتى لا يقع في المستقبل في أي ذنب وهو لا يشعر به .
4- الصدق مع الله والإخلاص له : لأن علاج مثل هذه الأمراض القلبية لا يفيد في التخلص منها الجهد البشري واتخاذ الأساليب المشروعة فحسب ، بل لا بد مع ذلك من صدق مع الله ، وإخلاص للذي بيده مفاتيح القلوب وكل شيء في هذا الكون ، وعلى قدر صدق العبد وإخلاصه تكون إعانة الله عز وجل له على التخلص من هذه الأمراض والنجاة منها .
5- الخشية والخوف من الله : ومن الأسباب كذلك : أن يشعر المسلم عظمة الله عز وجل ، وقدرته عليه أن يأخذه في أي لحظة من اللحظات وهو مقيم على تلك الذنوب الكبيرة ، فيكون حينئذ حسابه عسيراً ، وعقابه شديداً ، أو يستشعر أن الله قادراً على أ، يعجل عقوبته في هذه الدنيا بأخذ سمعه أو بصره ، أو يكسد تجـارته ، أو يفسد أولاده ، أو غير ذلك من عقوبات الله لكل من لا يخافه ولا يرجو له وقاراً ، ويجعله أهون الناظرين إليه .
6- كثرة الأعمال الصالحة : ومن الخطوات العملية للعلاج : أن يحرص المسلم على التزود بالأعمال الصالحة ، وذلك من مثل :
أ- بر الوالدين .
ب- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة .
ج- قراءة القرآن الكريم
د- أداء السنن الرواتب .
ه- صلة الأرحام .
و- صيام النوافل .
ز- صلاة الضحى .
ح- قيام الليل .
ط- صلاة الوتر .
ي- الصدقة (وخاصة السرية) .
7- المداومة على ذلك الله : فذكر الله من الأسباب التي تعين على الشفاء والعافية من هذه الأمراض وكل مرض ، لهذا يشرع للمسلم أن يكون لسانه رطباً بذكر الله في كل زمان ومكان ، وعلى كل حال إلا ما استثني) ، ومن أنواعه :
أ- أذكار الأحوال والمناسبات ، كأذكار دخول البيت والخروج منه ، والأكل والنوم وغيرها .
ب- أذكار الصباح والمساء ، وأذكار ما بعد الصلوات .
ت- الأذكار ذوات العدد ، كالتهليل عشر مرات ، ومائة مرة ، وسبحان الله مائة مرة … آلخ .
ث- الذكر المطلق ، كسبحان الله ، والحمدلله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
8- الدعاء : وهذا سلاح المؤمن في كل أحواله ، وملجؤه عند كل شدة وكرب وضر ، لذا فإنك تجد المسلم حريصاً دائماً على أن يسأل الله من فضله وخيره وبره ، ويسأله كذلك أن يكفيه كل شر ومصيبة ، ويعافيه من كل مرض وداء ، فلنحرص عليه ، وخاصة في الأوقات والأحوال التي يرجى فيها الإجابة .
9- التعلق بالآخرة والإيمان بزوال الدنيا: إن المسلم عندما يتأكد أن هذه الدنيا ليست بدار قرار ، وأنها زائلة اليوم أو غد ، وأنه مهما عاش فيها من عمر طويل سيكون مرده إلى الموت والقبر ، وأن الآخرة وما فيها من جنة ونار هي النهاية ، كان ذلك من الأسباب المعينة له على تطهير قلبه من كل أمراضه وأدوائه ، بل ومسارعاً في ذلك حتى لا يلقى الله وفي قلبه أدنى مرض أو شبهة .
10- مجانبة اتباع الهوى والشيطان : الشيطان والهوى لا يريدان للمسلم أي خير مطلقاً وإن تظاهر بخلاف ذلك ، فإذا أيقن بهذه الحقيقة وعرف أنهما سببان كبيران فيما يقع فيه من معاصي القلوب أو الجوارح ، استعد لمجاهدتهما الاستعداد اللازم ، من الصبر والمصابرة على ابتاع الحق ، وسلوك طريق الخير وأعمال البر ، والابتعاد عن كل ذنب ومعصية ، فإن الربح والفوز في ذلك وإن كانت شاقة على النفس . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .