بسم الله الرحمان الرحيم وأفضل صلاة وأزكى تسليم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
تتزايد الأمراض غير المعدية, تزايد ملموس في إقليم شرق المتوسط.اذ ان 47% من عبء المرض الحالي في الإقليم تعزى الى الأمراض غير المعدية ,ومن المتوقع أن يتزايد عبء هذه الأمراض بحيث يصل الى 60% بحلول عام 2020. ومعظم هذه الأمراض ناتج عن نمط الحياة والسلوك المتبع فضلا عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي,علما بأن عوامل الأخطار القابلة لإدخال تعديلات عليها والمتمثلة في النظام الغذائي الغير صحي وقلة ممارسة النشاط البدني والتي تتخذ شكل السكري والسمنة وارتفاع مستوى الشحميات ,تمثل الأسباب الجذرية لوباء الأمراض الغير معدية.
من هنا تفرض الأمراض الغير معدية عبء اقتصادي كبير على نظم صحية مرهقة أصلا, وتفرض تكاليف باهظة على المجتمع. وتعد الصحة العامل الأساسي للتنمية والنمو الاقتصادي وقد تبين الضرر الكبير الذي تلحقه الأمراض بمسيرة التنمية. وأهمية عملية الاستثمار في مجال الصحة بالنسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية.
ولذلك تعد البرامج الهادفة إلى تعزيز النظم الغذائية الصحية والنشاط البدني بهدف الوقاية من الأمراض أدوات أساسية في السياسات الرامية إلى بلوغ الهدف
لماذا السمنة؟
السمنة هي في حد ذاتها مرض كما أنها بوابة لكثير من الأمراض ,فالنظم الغذائية الغير صحية وقلة النشاط البدني يشكلان أهم الأسباب المؤدية إلى ظهور الأمراض الغير معدية الرئيسية.بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان,وهما يسهمان بشكل كبير في زيادة عبء المرض العالمي وحالات الوفاة والعجز .كما تعد إمراض أخري تتصل بالنشاط الغذائي وقلة النشاط البدني,مثل,وتخلخل العظام(هشاشة العظام) عوامل مسببة للمراضة على نطاق واسع.
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية لتزايد أعداد الذين لديهم زيادة في وزن الجسم,حيث أن واحد من كل شخصين لديهم زيادة بالوزن,وتعد البدانة هي أكثر أشكال زيادة الوزن خطرا وضررا على الصحة إحدى أفات العصر ونتائج التحضر السيئة فية, فصحيح أن الاستعداد الوراثي يلعب دور في إحداث البدانة, ولكن صحيح أيضا أن اغلب حالات البدانة, أو زيادة الوزن تنتج عن من عوامل محيطة يتعلق اغلبها بالممارسات الغير سوية وخاصة منها المتعلقة بالممارسات الغذائية التي نشأت في معظم دول العالم التي بادت نسبة البدانة بين سكانها نسبة كبيرة تنذر بالخطر.
وقد لعب تغير نمط الحياة الاستهلاكي وانتشار ظاهرة ما يعرف بمطاعم الوجبات السريعة التي تمثل وجباتها بالمواد الدهنيه والمشروبات الغذائية المليئة بالسكريات, إضافة إلى الخمول وعدم ممارسة الأنشطة البدنية المختلفة, وازدياد دور الرعاية والإعلان غير الموجه, والذي يروج لهذه الأنماط السلوكية الغذائية الغير سوية دور أساسي في نشوء هذه الظاهرة التي يمكن الجزم بكل تأكيد أنها خطرة للمضاعفات العديدة التي يمكن أن تنشا عنها.
وهذا الجدول يمثل الإحصائيات التي توضح هذا الكلام.
عبء المرض والنسبة المئوية لانتشار عوامل الأخطار(>20 سنة)
والهدف من كل هذا ,هو خلق مجتمع صحي منيع ضد الأمراض ...وفرد سليم البدن والعقل... قادر على حمل الرسالة... وعلى تنفيذها.. ثم على حملها وتقديمها للبشرية كلها.